برعاية الاستاذ المساعد الدكتور عبد الله حميد العتابي مدير المركز عقد مركزنا يوم الاحد الموافق 28/5/2017 سمنار بعنوان
(دور الأندلسيون في حفظ الموروث الحضاري بعد سقوط غرناطة )
القتها أ.د. وجدان فريق عناد التدريسية في مركزنا .
المورروث في اللغة هو أسم مفعول من ورث يرث ، وقيل شئ موروث أي في دم المرء وفي طبعه ، وموروثات العائلة ما توارثته من إرث .
وفي الاصطلاح ما توارثته الشعوب والأمم شفهيا أو عمليا أو عن طريق المحاكاة من الزمن الماضي فتحول مع مرور السنين إلى نتاج جماعي يختزن خبرات الأفراد والجماعات ، فيكون بذلك الحافظ لهوية الأمم والشعوب .ومن هذا المنطلق كان الأندلسين بعد سقوط غرناطة مدركين لأهمية المحافظة على موروثهم الحضاري ـ فهو الضمانة الحقيقية لديمومة وجودهم وهو الحافز على تنمية روح المقاومة لكل اشكال الأضطهاد والممارسات الوحشية اللانسانية ضدهم من أجل قطع صلتهم بماضيهم ، الذي يستمدون منه القوة للاحتمال والصبر. لقد كان الاضطهاد والتعذيب الوحشي باسم الدين والحرق والعقوبات الاقتصادية والسجن والعبودية والعمل مدى الحياة والطرد هو المصير المحتوم لهم، عاشوا مراقبيين معرضين للاعتقال في كل زمان ومكان، ولم يكن لهم حق الاعتراض والدفاع عن أنفسهم، فأي تهمة ووشاية كاذبة من شخص واحد تكفي لمثول الأندلسي أمام محاكم التفتيش التي تصدر أحكامها القاسية التي يجب أن تنفذ خلال خمسة أيام، دون أن يكون للمتهم حق الأستئناف. ومع ذلك كانوا حريصين على التمسك بالموروث الحضاري ومن مظاهر ذلك التمسك هو اصرارهم على الحفاظ على لغتهم العربية فقد كانت اللغة العربية موضع اعتزاز من قبل الأندلسيين بعد سقوط غرناطة، لكونها لغة القرآن الكريم، فضلاً عن كونها رمز الاعتزاز بالهوية والشخصية الإسلامية، لأن هناك ترابط بين اللغة والدين، وكان استعمالها في كتابة الأدب الالخميادو من أجل إخفاء التراث الإسلامي بحروف يصعب قراءتها على غير المسلمين، ويبدو أن السلطات تنبهت إلى ذلك، فأصبح استخدام اللغة العربية سبباً لتوجيه التهم لهم، واستحقاقهم أقسى أنواع التعذيب.فضلا عن ممارسات العادات والتقاليد الاجتماعية الاندلسية الاسلامية…


Rashcمؤلف

Avatar for rashc

مركز احياء التراث العلمي العربي مركز يعنى بالتراث العربي

Comments are disabled.